الافريقي بين الذاكرة المفقودة و التاريخ الحافل بالانجازات
الافريقي بين الذاكرة المفقودة و التاريخ الحافل بالانجازات

ومن بين كلّ الجمعيات الرياضية التونسية التي لا تزال نشيطة, يعتبر النادي الإفريقي الجمعية الوحيدة التي تملك "شهادة ميلاد" على نحو ما ذكر غير أن الاختلاف لا يزال قائما إلى حد هذا اليوم في الوصف الذي ينبغي أن تعامل به تلك الوثيقة. فهذه الأخيرة تعتبرشهادة إعادة إحياء "الملعب الإفريقي" حيث أنه بتاريخ 04 أكتوبر 1920 تم إحداث "النادي الإفريقي" في الحقيقة كامتدادا ل"الملعب الإفريقي" وهي جمعية أحدثت سنة 1915 من طرف شبان تونسيين ثم قامت بحلها قوى الإحتلال سنة 1919 عليإثر اضطرابات عقبت مقابلة عاصفة أجريت في مارس 1918 بينها وبين "ملعب تونس العاصمة" (Stade Tunisois) وهو فريق كونته الجالية اليهودية بتونس وقد زاد ذلك في حدّة التوتر بين المجموعتين الإسلامية واليهودية.
وإذا كان النادي الإفريقي امتدادا طبيعيا للملعب الإفريقي فهو أيضا أول جمعية رياضية تونسية مسلمة معترف بها لا تزال تمارس نشاطها وهذا المؤلف سيتولى إثبات ذلك الإرتباط والوضع التاريخي للجمعية اعتمادا على وثائق رسمية.
فقر الذاكرة الموثقة، حيث أن عدم وجود الوثائق والآثار المكتوبة في الأرشيف شكلت أول عقبة في طريقنا.
عدم اهتمام المؤرخين التونسيين بهذا الموضوع. فقد ثبت أن الحركةالجمعياتة وخاصة الرياضية لم تعتبرها أعمال المؤرخين موضوع بحث جدير بالعلوم الإجتماعية أو أن يكون محور اهتمام لدراسة تاريخية. لقد بقيت الحركة الجمعياتية الرياضية التونسية تشكو إلى حد كبيرمن قلة اهتمام المؤرخين التونسيين.
أخيرا:
هناك تجثث الجمعيات الرياضية التونسية بمعنى أن ثقافة الذاكرة المكتوبة بقيت مفتقرة للترسّخ. فقد لوحظ أن الجمعيات الرياضية التونسية لا تعير إلا اهتماما قليلا أو لا تعير أي اهتمام لتاريخها ولإعادة تكوين زادها الوثائقي الذي نراه مجزّءا في الحيّز المكاني ومقسما بين العديد من الأشخاص. فالمجهودات المبذولة في سبيل البحث والحفظ وإعادة التوثيق ليست سوى فردية يقوم بها مولعون قريبون من الجمعية ولكن بعيدون عن دائرة قراراتها.
و في هذا السياق، فإن ما يرثي له لا يكمن فقط في عدم اكتراث الجمعيات الرياضية التونسية بتاريخها ولكن خاصة في استقالتها من واجب وضرورة توثيق تاريخها الرياضيمن جديد . وهكذا ولغاية التوضيح فإنه من المتناقض أن نلاحظ أن معقلين من معاقل الرياضة التونسية مثل النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي يتغافلان إما عن جهل أو ازدراء عن إدراج أسماء رجال من الرعيل الأول في أدبياتهما الرياضيةوالحال أنه سبق لهؤلاء أن أمسكوا بعنان الجمعيتين.
بالفعل فالعديد من هؤلاء الرؤساء صاروا في طيّ النسيان بل وقع إهمالهم ومحوهم من الذاكرة. ونشير هنا إلى أن لا وجود لوثائق تاريخية أو منشورات بالنسبة للنادي الإفريقي ذكرت الهادي جيناتي الرئيس الثاني في الموسم الرياضي (1921-1922).
انتظرونا في مقال اخر عن تاريخ الافريقي المغمور و المفقود .
ليست هناك تعليقات